بسم الله الرحمن
الرحيم
السؤال:
السلام عليكم
هو كيف أجمع بين
الحسنين قيام الليل وصلاة الفجر؟، حيث أني
لو
قمت الليل لا أستطيع
أن أصلي الفجر، ولو قمت للفجر لا استطيع
أن أقوم الليل، فماذا أفعل؟. وكيف
اجمع بين الحسنين؟
السؤال:
السلام عليكم
هو كيف أجمع بين
الحسنين قيام الليل وصلاة الفجر؟، حيث أني
لو
قمت الليل لا أستطيع
أن أصلي الفجر، ولو قمت للفجر لا استطيع
أن أقوم الليل، فماذا أفعل؟. وكيف
اجمع بين الحسنين؟
وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجمع بينهما؟، وكيف كان
الصحابة
والسلف الصالح يفعلون؟. أفيدوني يرحمكم الله، فأنا في انتظار ردكم
بفارغ
الصبر. و جزاكم الله خيرا.
الجواب:
المستشار:
الدكتور يونس الأسطل, أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة:
إذا كان قيام الليل يؤثر على صلاة الفجر،
فإننا لابد وأن نكون حريصين على صلاة
الفجر، لأنها أهم من قيام الليل
بكثير.
وللجمع بينهما ننصح بأن يكون القيام قبل النوم، بأن تصلى
الأخت المؤمنة صلاة
العشاء فرضها وسنتها، ثم تصلى ما شاءت من الطاعة وتختم بصلاة
الوتر، ثم تنام
إلى الفجر، وإن كان الأفضل أن تكون من المستغفرين بالأسحار، وذلك
يتحقق بصلاة
ركعتين قبل أذان الفجر.
ويكفيها أن تستيقظ قبل الفجر
بنصف ساعة، على الأكثر، بما يسع الوضوء وصلاة
ركعتين فتكون قد قامت الليل في حده الأدنى، وفازت
بثواب الاستغفار بالأسحار،
ولم تضيع صلاة الفجر .
وتضيف الأستاذة
فاطمة محمد، عضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
بسم الله والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الأمين
وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم وذريتهم إلى يوم الدين.
فجزاك الله خيرا - أختي السائلة-
على هذا السؤال الذي أثار في نفوسنا الكثير
من التساؤلات التي لا نطرحها على
أنفسنا إلا من حين لآخر، ولا يهتم بهذا إلا
المتقين الذين نتمنى من الله أن نكون
وإياك منهم.
واعلمي – أختي الحبيبة – أن لقيام الليل فضل عظيم، فقد أوصى به
الله تعالى
نبيه صلى الله عليه وسلم، وجميع المسلمين، فقال تعالى: "
وَالَّذِينَ
يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا"، وقد فضلهم سبحانه
وتعالى
على بقية خلقه، حيث أنه ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل
فيقول من يدعوني
فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.
وقد بين لنا
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فضل قيام الليل، فقال في
الحديث
:"أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل
والناس نيام،
تدخلوا الجنة بسلام. كما جاءه جبريل عليه السلام وقال له
"اعلم أن شرف المؤمن قيام الليل" .
أما
عن صلاة الفجر: ففضلا عن أنها فرض من الفروض الخمس
المكتوبة، والتي يجب
على كل مسلم أن يصليها إلا أن هناك دليل قاطع على عظم وشرف
من يصلى هذه
الصلاة، فقد أقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله " وَالْفَجْرِ
وَلَيالٍ
عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ". ومعلوم أن رب العزة لا يقسم إلا
بما
هو عظيم الشأن.
وقد بين الله عز وجل مكانة هذه الصلاة،
وقيمتها العالية، وفضل قراءة القرآن في
هذه الفترة فقال تعالى: " وَقُرْآنَ
الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا".
وقد أوصانا رسولنا
الكريم بالمحافظة على الصلاة في وقتها، فقد أتى رجل إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم،
فقال : أي الأعمال أحب إلى الله؟، فقال صلى الله
عليه وسلم "الجهاد في سبيل
الله، قال: ثم أي؟، قال: بر الوالدين، قال: ثم
أي؟، قال الصلاة في وقتها"، أو
كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال صلى
الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل
الجنة".
وإليك- أختي الغالية- بعض النصائح التي تعينك على قيام الليل وهي:
النوم
مبكرا مع عقد النية الصالحة لقيام الليل قبل النوم.
عدم
الأكل كثيرا وخاصة قبل النوم.
معرفة فضل قيام الليل، معرفة يقينية، ولا بأس
من تعليق ورقة في غرفتك مكتوب
فيها أحد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
التي جاءت في بيان فضل قيام الليل
على سبيل التذكرة
المستمرة.
عدم إرهاق الجسد أثناء النهار بالأعمال الشاقة، أو الزائدة عن قدرة الإنسان.
اجتناب
المعاصي ولو صغرت، فإن الإنسان يحرم الطاعة بالذنب يرتكبه.
المحافظة – ما
استطعت– على سنة القيلولة، فإنها تعين على قيام الليل.
أما عن ميقاتها، فهي ممتدة من بعد
صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، ولا يكن لهذا
التهجد وقت محدد ولكن عندما تسنح لك
الفرصة فقومي وصلي، ولكن أفضل الأوقات هي
في الثلث الأخير من الليل، حيث أن الله سبحانه
وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا
ويكون قريبا من نجوى المتناجين
إليه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل قيام الليل: "صلاة في
مسجدي
تعدل بعشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل بمائة آلاف صلاة وصلاة
في
الرباط تعدل بألفي صلاة وأكثر من ذلك كله ركعتين في جوف الليل".
وختاما؛
فلكي
تجمعي بين الحسنيين عليك أن تتبعي النصائح السابقة، وتستيقظي قبل الفجر
بنصف
ساعة، لتقومي من الليل ما
شاء الله لك أن تقومي، ثم تكوني مستعدة لصلاة
الفجر، وبهذا تكوني قد جمعت بين
الحسنيين. واطلبي من الله العون على ذلك، فإنه
سبحانه لا يرد سائلا سأله بإخلاص
وإلحاح، وصدق.
أسال الله العظيم أن يوفقك إلى ما فيه الخير والصواب،
وأن يعينك على الجمع بين
الحسنيين، قيام الليل وصلاة الفجر، و جزاك
الله خيرا..