حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسمعيل قال ابن أيوب حدثنا إسمعيل بن جعفر أخبرني سعد بن سعيد بن قيس عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد أخبرنا عمر بن ثابت أخبرنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله و حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعد بن سعيد قال سمعت عمر بن ثابت قال سمعت أبا أيوب رضي الله عنه يقولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر )
فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة , وقال مالك وأبو حنيفة : يكره ذلك , قال مالك في الموطإ : ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها , قالوا : فيكره ; لئلا يظن وجوبه . ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح , وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها , وقولهم : قد يظن وجوبها , ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب . قال أصحابنا : والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر , فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة ; لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال , قال العلماء : وإنما كان ذلك كصيام الدهر ; لأن الحسنة بعشر أمثالها , فرمضان بعشرة أشهر , والستة بشهرين , وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ستا من شوال ) صحيح , ولو قال : ( ستة ) بالهاء جاز أيضا , قال أهل اللغة : يقال : صمنا خمسا وستا وخمسة وستة , وإنما يلتزمون الهاء في المذكر إذا ذكروه بلفظه صريحا , فيقولون : صمنا ستة أيام , ولا يجوز : ست أيام , فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان , ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى : { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } أي : عشرة أيام , وقد بسطت إيضاح هذه المسألة في تهذيب الأسماء واللغات , وفي شرح المهذب . والله أعلم .