شاعر البادية الشيخ محمد عبد المطلب
1288 - 1350 ه / 1871 - 1931 م
محمد بن عبد المطلب بن واصل.
من أسرة أبي الخير، من جهينة.
شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.
له (ديوان شعر ).
وله ( تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.
القصيدة العلوية لشاعر البادية الشيخ محمد عبد المطلب
أرى ابن الأرض أصغرها مقاماً
زهـاه رونـق الـخضراء iiلما
فـشـد عـلـى كواكبها iiمغيراً
عـلـى بنت الهواء كأن iiطيفاً
إذا مـا هزمت في الجوم iiخلنا
وإن زجـر الرياح جرت iiرخاء
يسف على الثرى طوراً iiوطورا
أجـدك مـا النياق وما iiسراها
ومـا قـطر البخار إذا iiاستقلت
فـهـب لـي ذات أجنحةٍ iiلعلي
إمـام بني الهدى وهو ابن iiتسع
أبـا السبطين كيف تفي المعاني
مـقـامٌ دونـه نـجب iiالقوافي
فـحسبك يا أخا الشعراء iiعذراً
ومـا أدراك ويـحـك ما iiعليٌ
ومـن هـو كلما ذكرت iiقريش
فـهـل جعل النجوم بها iiمراما
تـلـفـت فـي مجرتها iiوشاما
وحـلـق فـي جوانبها iiوحاما
يـشـق الـجـوم يقطعه iiلماما
جـبـال الـنـجم تنهد iiانهداما
وولـت حـيث يأمرها الزماما
تـراه على الذرى شق iiالغماما
تـخـوض بها المهامه iiوالأكاما
بها النيران تضطرم iiاضطراما
بـها ألقى على السحب iiالإماما
وأول مـسـلـم صلى iiوصاما
نـثـاراً فـي مديحك أو iiنظاما
وإن كـانـت مـسـومة كراما
رمـيـت بـها مكاناً لن iiيراما
فـتـكـشف عن مناقبه iiاللثاما
أنـاف عـلـى غواربها iiسناما
علي في صباه وإسلامه
تـبـصر هل ترى إلا iiعلياً
غـلامٌ يـبـتغي الإسلام دينا
إذا الروح الأمين ب قم iiفانذر
وأمـتـهـم إلـى الإسلام iiأمٌّ
وصـلـى حيدر فشأى قريشاً
كـأنـي بالثلاثة في iiالمصلى
تـحـيـيـهـم ملائكة iiكرام
وما اعتنق الحنيف بغير iiرأي
ولـكـن الـنـبـوة iiأمهلته
فـأقـبـل والحجا يرخ iiعليه
يـمـد إلى النبي يد ابن iiعم
وإذ يـدعو العشيرة يوم iiجمع
فـكـهـل فى جهالته iiتولى
وهـذا يـوسع المختار iiلوماً
وآخـر لا يـبـين له iiجواب
وأيـده عـلـى التقوى iiأخوه
ولـجـت فى عمايتها iiقريش
وجـاشت بين أضلعها قلوب
فـما فعل الفتى والشر iiتغلى
مضى كالسيف لم يعقد iiإزازاً
يـروح على مجامعهم iiويغدو
صـغير السن يخطر فى iiإباء
ومـازالـت بـه الأيام ترقى
وقـد جمع الحجا والدين iiفيه
فما أوفى على العشرين iiحتى
إذا ذكـر الـهدى ذاك الغلاما
ولـمـا يـعد أن بلغ iiالفطاما
أتـى طـه لـيـنذرهم iiفقاما
غـدت بالسبق أوفرهم iiسهاما
إلـى الحسنى فسموه iiالإماما
جـمـيـعـاً عند ربهم iiقياما
وتـقـرئهم عن اللَه iiالسلاما
ولـم يـسلك محجته iiاقتحاما
لـيـجـمع رأيه يوماً iiتماما
جـلالاً يصغر الشيخ iiالهماما
بـحبل اللَه يعتصم iiاعتصاما
لـيـنـذر فى رسالته iiالأناما
وشـيـخ فى ضلالته iiتعامى
وذلـك عـن ملامته iiتحامى
أطاع الصمت واجتنب الكلاما
إذا مـا خـاف كل أخ iiوخاما
تـصارحه العداوة iiوالخصاما
عـلى الإسلام تلتهب iiاحتداما
مـراجـلـه وتهتزم iiاهتزاما
عـلى ريب ولم يشدد iiحزاما
كـشبل الليث يعترم iiاعتراما
فـلا ضيماً يخاف ولا iiملاما
عـلى درج النهى عاماً iiفعاما
خـلائق تجمع الخير iiاقتثاما
شـهـدنا من عظائمه iiعظاما
استخلافه ليلة الهجرة
فـلن ينسى النبى له iiصنيعاً
عـشـية سامه فى الله iiنفساً
فـأرخصها فدى لأخيه iiلما
وأقـبلت الصوارم iiوالمنايا
فـلـم يـأبـه لها أنفاً عليٌّ
وما زأموا الفتى ولرب iiبأس
وأغشى الله أعينهم iiفراحت
عموا عن أحمدٍ ومضى نجيا
وغـادرت البطاح به ركابٌ
وفـي أم الـقرى خلى iiأخاه
أقـام بـها ليقضيها iiحقوقاً
عـشية ودع البيت الحراما
لـغـير الله تكبر أن iiتساما
تـسجى فى حظيرته iiوساما
لـحرب اللَه تنتحم iiانتحاما
ولـم تـقـلق بجفنيه iiمناما
لهم يقضي به الليث ازدئاما
ولـم تـر ذلك البدر iiالتماما
مـع الصديق يدرع iiالظلاما
إلى الزوراء تعتزم iiاعتزاما
عـلى وجدٍ به يشكو iiالأواما
عـلـى طه بها كانت iiلزاما