لا يَبْلغُ الْمَجْدَ مَنْ يَسْعَى عَلَى رَهَبِ ** وَلاَ يَنَالُ العُلاَ سَاعٍ بِلاَ أُهَبِ
فَارْكَبْ مِنَ الصَّعْبِ مَا لاَقَيْتَ مُصْطَبِرًا ** وَاجْهَدْ بِعَزْمِكَ تَبْلُغْ عَالِيَ الرُّتَبِ
أَلَمْ تَرَ الصَّقْرَ مَا آوَاهُ فِي قُلَلٍ ** إِلاَّ خُفُوقُ جَنَاحِ الْعَزْمِ وَالرَّغَبِ
وَلاَ يَعِيبُ الْفَتَى لأْيٌ وَلاَ زَلَلٌ ** إِنْ كَانَ مُعْتَزِمًا لِلْجِدِّ فِي الطَلَبِ
قَدْ يُحْرِزُ الْمُتَأَنِّي إِنْ سَعَى ظَفَرًا ** ويُخْفِقُ الْعَجِلُ الْمُنْبَتُّ في أَرَبِ
وَلَيْسَ أَنْفَعَ مِنْ صَبْرٍ تَلُوذُ بِهَ ** يَقِيكَ بَأْسَ صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالنُّوَبِ
فَاحْذَرْ مِنَ الْيَأْسِ إِنْ دَكَّتْ حَنَادِسُهُ ** أَسْوَارَ صَبْرِكَ كَانَ الْعَجْزُ ذَا غَلَبِ
وَكُنْ جَوَادًا فَمَا أُعْطِيتَ مِنْ نَشَبٍ ** إِنْ جُدْتَ طَابَ وَإِنْ لَمْ تُعْطِ لَمْ يَطِبِ
لَيْسَ الْفَخَارُ بِمَالٍ أَنْتَ تَكْنِزُهُ ** وَلاَ بِعِلْمٍ خَلاَ مِنْ زِيَنَةِ الأَدَبِ
وَلَيْسَ أَقْبَحَ مِنْ شُحٍّ عَلَى رَغَدٍ ** وَلَيْسَ أَجَمَلَ مِنْ جُودٍ عَلىَ سَغَبِ
وَاصْفَحْ وَأَحْسِنْ وَكُنْ لِلْخَيْرِ مُسْتَبِقًا ** وَصَاحِبِ الْحِلْمَ يُطْفِي سَوْرَةَ الْغَضَبِ
وَاصْحَبْ وَفِيًّا إِذَا اسْتَسْقَيْتَهُ هَطَلَتْ ** سَحَائِبُ الْوُدِّ ثَجَّاجًا مِنَ الضَّرَبِ
وَاحْذَرْ صَدِيقًا يُوَارِي سُوءَ مَخْبَرِهِ ** يَسْقِيكَ مِنْ دَخَنٍ كَأْسًا مِنَ الْعَطَبِ
وَقَدِّمِ الْعَقْلَ إِنْ يَسْبِ الْفُؤَادَ هَوًى ** فَكَمْ مِنَ الْعِشْقِ أَرْدَى قَلْبَ مُسْتَلَبِ
لَوْ لَمْ يُكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ ** لَكَانِ كَالْبَهْمِ يَرْعَى دُونَمَا أَرَبِ
عمار محمد الخطيب
الثلاثاء 21 ربيع الآخر 1431 هـ